رأس تنورة : البترول السكن، العشق..!!

من طرف **(7) شعول(7)** الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 11:53 am

_رأس تنورة _البترول ،السكن ، العشق ....
مدينة رأس تنورة تلك المدينة الحالمة الجاثمة على ضفاف الخليج العربي والتي تقع في الطرف
الشمالي الشرقي من الخليج العربي وهي عبارة عن رأس ممتد في البحر باتجاه الجنوب الشرقي
يبلغ طوله عشرون كيلو متر تقريباً، وترتفع عن سطح البحر بمقدار خمسة عشر متراً.
تبعد مدينة رأس تنورة عن الدمام حوالي ستون كيلو متر ويربطهم طريق مزدوج يمر بكل من صفوىوأم الساهك والاوجام والنابية وسيهات حتى يصل الدمام .
وأسباب تسميتها رأس تنورة نظراً لوجود مساحة من اليابسة ممتدة داخل البحر على شكل لسان
والتنور معروف بحرارتة الشديدة ففي تلك المياه التي تحف اليابسة في نهاية الرأس بتجاه الجنوب توجد تيارات بحرية حارة ولشدة حرارتها سميت رأس تنوره ويقال أن الذي أطلق عليها الاسم هم
البحارة حيث كانت معروفة المدينة سابقاًبابصيد اللؤلؤ الأسماك .
رأس تنورة ورأس مشعاب وراس أبو علي ورأس الزور ،جميعها تقع على ساحل الخليج العربي .
في السابق كانت تعرف رأس تنورة إنها منطقة العمل حيث وجود اكبر شركة( ارامكو) و بها
ميناء رأس تنورة الشهير لتصدير النفط وكذلك مصفاة النفط .
والمنطقة السكنية كانت تسمى ( رحيمة ) أما نجمة فكانت سكن لكبار موظفي الشركة وتقع شرق مدينة رأس تنورة وتطل على البحر وهي مجاورة لمناطق العمل ومميزة بحسن تنظيمها وتوفر الخدمات الممتازة نظراً لوجود الموظفين الكبار من الشركة .
تعرف في السابق المدينة بإسم مدينة رحيمة كاسم رسمي في الدوائر الحكومية حتى عام (1406)
وبعد ذلك أصبحت المعاملات الرسمية باسم رأس تنورة .
سبب تسمية رحيمة يرجع إلى العين الموجودة التي أقيمت حولها المنازل وكانت العين بمثابة
الرحمة لوجود الماء الذي ينبع منها ،لذلك سميت رحيمة من الرحمة، ومازالت العين موجودة في المساحة الواقعة بين مدرسة رحيمة المتوسطة والعلاء بن الحضرمي .
وسكان رحيمة عبارة عن مجموعة من القبائل أتت من كل حدب وصوب بحثاً عن العمل حيث
كانت فرص العمل متوفرة أثناء اكتشاف البترول مما حدا بأبناء البادية للزحف للمناطق الصناعية
للعمل وتحسين مستوى المعيشة .
ابائناالاوائل تركوا البادية وهاجروا فكانت هذه نقلة كبيرة لهم وتجربة مريرة فبعد حياة الرعي والزراعة والحياة البدائية يجدون أنفسهم بين المصانع وحياة جديدةصخبة ولغة جديدة وصعبة وغربة شاقة حيث الانقطاع التام عن الآهل بسبب عدم وجود الهاتف وبعد المكان ،فالبعض لم يتحملوا هذه الأوضاع ورجعوا الى أهاليهم قانعين بمعيشتهم والبعض الآخر واصل واستقر.
كان للشعر دور كبير في تجسيد هذه الأحداث والمواقف لذلك كانت القصائد تنتشر انتشار سريع
بين هؤلاء الرجال الذين يجدون أنفسهم في تلك الصور الشعرية التي تحكي عن واقع حالهم،
لان همومهم واحدة وظروفهم متشابهة فالكل تارك أهله وأحبابه وأصدقائه لدرجة ان غالبية الرجال
الذين عاشوا في تلك الفترة إلى الآن يحفظون القصائد وشوا رد الأبيات التي قيلت في تلك
السنوات الماضية .
من أشهر ماقيل كان صوت وصدى لشاعرة يقال لها عنيفة بنت شجاع قالت :
لا وحســـــايف تزينا
مانشوفهم غير بالصورة
أشوف من راح ماثنا
غياله الشاي والفورة
وكان الرد من عبد الرحمن ولد أبو عدلة
لاجيت من نشدت عنا
قله ترانــــا بتنــــورة
ترى البحر قبلـــة عنا
بديار من تلعب الكورة
قلــــــة تــرانا تمــدنا
كل يــــــــولع بدافورة
وشاعر اخر يقول :
ياليت ربي ماخلق ظهران
وبقيق مع رأس تنورة
كان الكثير يطلقون على المناطق الصناعية الظهران حيث مقر إداره شركة ارامكو
ويقول الشاعر:
وين أنت ياللي تبي ظهران
ترى الوعد رأس تنورة
ومن القصائد الجميله لشاعر مازال يسكن رحيمة(زيد الرماحي) بعد ماضاقت به الارض وتذكر والدته واراد الرجوع إلى أهله ومرتع صباه قال :

حنا برأي الله نــــــوينا ديـــّـرنا
واستبشر اللي مانقطع من رجانا
ياما على شغل النصارى صبرنا
واليـــــوم ملينـا وشان وجفانا
ويــــــن المخاوي لارمينا نمرنا
بالخـــير ياللـي مايــدور جزانا
وفي قصيدة اخرى له يقول:
الرجل ساجت ونا مليت
من دشة الشغل والزامي
هنيت غض النهد هنيت
ماشاف صفوى والاوجامي
ومن الأبيات الطريفة لشاعر يترجم معاناته مع أنظمة العمل حيث كانت الشركة تلزمهم بلبس الكبوس على الرأس للسلامة والبعض لم يعتاد على لبسها فقال الشاعر :
البس الكبوس من حب الزيادة
لعن ابومن ورّدالكبوس ليه
البســــه ماهوب حب ولا عبادة
مير مشيت حجةالكافر عليه
وشاعر اخر يقول :
يابنت شوقك كتب صباغ
شايل بروشة وقوطيه
ينقط على شوشته ماراغ
مستانس بوسط كوليه
وشاعر يقول :
من نشدني تراتي بتنورة///// اشتغل بالشفت في زام عثماني
أشتغل بالشفت والحال مستورة//// في نعيمٍ وريس الشغل ديغاني
ويقصد عثماني عثمان المبارك رحمة الله .
ونختم الموضع بالأبيات الجميلة للشاعر القاطع رحمة الله
أنا عندكم ياهل التواليت مالي جاب //// عطوني حسابي شغلكم جايزٍ منه
عطوني حسابي قبل افنش بليا حساب//// واموج الطريق برخصةٍ مابها منه

هني بالهنى من هو تخلص من الكتاب//// على راحته والشغل مايشتحن منه
شفي نجيعين مقبلينن على المشعاب//// على عقلةٍ شقر الذوايب يرودنه
كل الأبيات السابقة تصور فترةزمنيه قديمة في بداية ظهور البترول والانتقال من حياة البادية إلى المدن ا لصناعية وكان الشعر هو أداة الرسم لمسرح الحياة في عيون الآباء في تلك الفترة ، امانحن
الأبناء فكانت حياتنا مستقرة في مدينة رحيمة التي وجدناها على أشدها وبها كل ما يدعوا للاستقرار فكنا على عكس الآباء حيث يأخذنا الحنين للعودة إلى رحيمة عندمانذهب مع الآباء في الإجازات إلى أهاليهم